الثلاثاء، 11 فبراير 2014



انا وامى ...... والجليسة



فكرت اكتب تانى ويارب متختمش بقولة "ياريتنى مافكرت" الحكاية انى معنديش غير حكاية واحدة ، هى اللى مسيطرة على وجدانى ومكتفة تلافيف افكار يومى..وهى حكايتى انا و امى

اضطرتنا ظروف مرضها الى الاحتياج لمن يعاون ويساعد دوما ، ودعونى اكون صريحة لم تعد هناك دعوة على لسانى بعد هذة المحنة لكل من احبهم سوى "ربنا ما يحوجك لحد ابدا" إذ ان الاحتياج هو بمثابة السجن وضياع الحرية بالنسبة لى والاستغناء هو اصل السعادة ، استغنائك عن كل ما يربطك بالبشر الزائلون والمتقلبون ، ويظل احتياجك لرب البشر فقط هو الحل لكل عجزك وتعاستك.
 تعاملت مع اكثر من جليسة على رأى مارى منيب مدوباهم خمسة..كل واحدة بقصة وحكاية من اول ظروف عملها معانا لحد تفاصيل حياتنا معاها نهاية بالنهاية "انا  ماشية يا مدام "الجملة اللى بتعلى كل منسوب الادرينالين فى جسمى ويبتدى مخى يتشل عن اى فكرة سوى جعلها تصمد معنا وازالة العقبات والمنغصات ليها وكل دة وانا ماشية على ديلى (بمنتهى الالاطة والتناكة عشان متسوقش فيها)
من اول فاتن وام محمد وهدى ونعمة لحد حنان..الجليسة المؤقتة لحين التئام عقلة صباع نعمة اللى اتقطعت فى الميكروباص ماهو الغلب كدة زى المغناطيس بيلم كل فتافيت الغلب حواليه..

ولكنى احقاقا للحق ادين لام محمد بانها سبب دخولى وتعمقى فى عالم السياسة ودة لمتابعة الشارع السياسى  والميكروباص الاجتماعى لان اى معوقات او ظروف من مظاهرات لقطع طرق وخلافه ممكن تمنعها تيجى لامى..ودخلت تويتر لانه بينقلى الواقع الواقع على راسنا وشعرت فعلا بمقولتى الخالدة " تويتر يحكم مصر "
ام محمد سياسية مُحنكة وانتخبت الاخوان عشان بتوع ربنا وهيخلوا جوزها مايسبّش لامؤاخذة الدين (مع العلم انها اول ما تدوس على طرحتها بتقوم بالواجب) ماعلينا..وانتخَبت مرسى وبالحرف الواحد قالتلى : حتة اللحمة كانت كبيرة يا مدام غيرهم هايدونا ايه يعنى.. ماعلينا برضه ، واستمرت ام محمد مايقرب من سنتين شعرنا انها فرد خامس فى اسرتنا الصغيرة وتعلق بها ابى وكاد يُدرجها فى وصيته من فرط شعوره باهميتها..ثم ذهبت الى المنيا ولم تعد..لم تعد حتى الان ولم تعد تسأل علينا ايضا
وجاءت هدى تلك الصعيدية القوية الحسناء من ديروط افقر قرى الصعيد بأسيوط ،  فرّت من بيت زوجها تاركة طفلين بعد ان شبعت من الفقر والجوع فى بيته..طفشت بجلابيتها ونزلت مصر وتلقفتها صاحبة مكتب خادمات ورزقتنى بها..نعم هى رزق فقد كانت بشوشة عفّية على استعداد لخلع جدران المنزل وغسلها ولكن عليك ان تتحمل هذا الفم الذى لا يُغلق اكلا اوكلاما.. وطابت لها الاقامة عام كامل ثُم حلّت عليها بركة خدمة امى وعاد زوجها راجيا رضاها بل واشترى لها منزلا جديدا وعقد زواج جديد وحياة تبدو اروع من ذى قبل .. تلك الفتاة كان همها الاوحد هو توفر الطعام والبطاطين والكسوة..لا يعنيها السياسة ولا الاخوان بل وكانت تكرههم ايضا ، رزقها الله بما تتمناه..
وصلنا لمين..لمين ؟؟ لـ نعمة واللى يكرهها يعمى..الفتاة القاهرية البندرية اللى ظروفها تصعب ع الكافر ولكنها كانت اقلهم قدرة على العطاء وإن كانت اكثرهم مرتبا.. معادلة ظالمة كما عودتنا الحياة ، حتى دى استكترتها الايام واصابها الميكروباص اللعين فى مقتل بقطع عقلة من اصبعها نسأل الله لها الشفاء ، ورزقنا الله باللى بعديها وهتيجى اللى بعديها وهكذا حتى يقضى الله امرا كان مفعولا.

اللى قدرت استنتجه من حكاياتى مع الجليسات ويومياتى مع هذة الفئة العاملة حاجات كتير..علمتنى وقربتنى لمجتمع كنت الى حد ما بعيدة عنه بحكم انغلاقنا الطبقى المجتمعى ، واللى هو اكيد مش صح لانك يجب فى فترة من حياتك تُدرك ان الدنيا فيها ناس غيرك ، واوجاع وهموم مش شبه همومك ، وافراح بجد حتى لو كنت بتقعد تتندر عليها فى النوادى وصالونات التجميل..الفرحة البلدى بتاعت الزغروطة والحنة البرتقالى اللى محنية الكفوف والكعاب
قدرت استنتج ان الاحتياج العن من الموت..ايوة العن ، الاحتياج يعنى انت بتموت فى كل لحظة وانت محتاج لحد و خايف انه يحس باحتياجك دة ، الاحتياج لحد يخدم اقرب واحب الناس ليك وانت بتتمنى انك تستغنى عنه ومش قادر..وساعات من كتر المرار تتمنى الرحمة للمريض عشان تعتقه وتعتق نفسك من ذل الاحتياج.. انت ممكن تجرب الاحتياج المادى والاحتياج العاطفى والاحتياج لصحبة وقت ما تنهشك الوحدة لكن درجة استغنائك عن دة كله بتوصلك للحرية بدرجاتها.. يعنى ممكن تبقى ماشى بريع جنيه فى جيبك بس طاير حر ومستغنى..او معاك كتاب ولا حتة مزيكا حلوة تغنيك عن الف صاحب..ولا فيلم رومانتيكى زى دعاء الكروان مثلا تفرغ فيه شويتين الحُب والنحنحة وتخلص..لكن الاحتياج لان حد يساعدك انك تعيش برغم انك عايش حاجة تانية خالص..صحيح ربنا مايوريها لحد ولا يحوج حد لحد ، اعمل حساب اليوم دة وادّى من وقتك لدار مُسنين واعمل مع اهلك اللى حتميا هيتعمل معاك ، برضا ، واعشق خدمتهم كأنك انت اللى بتتخدم.
الاستنتاج الاخير بقى واللى لسة باتحصل عليه كل مرة مع كل جليسة هى ان الغُلب مش فى العيشة الغُلب فى التفكير.. احنا فعلا بنعانى من منتهى الغُلب فى التفكير ، الفقر لعنة لكن التمرد على الشغل لعنتين.. قلة الحيلة هى اصل اللعنات ويا سلام بقى لو مُغلفة بشوية تطلع طبقى زائف هتوصل الطبقة دى لاسفل سافلين..والله والله الحكاية ماهى بس فك الخط ياما فيهم متعلمين لكن مُخهم هو و قرص الجلة فى حالة تطابق وغيرهم لايقرأ ولا يكتب لكن فطنته وفطنة سجيّته تجعلك قد تلجأ لرأيهم احيانا فى حياتك الشخصية..
       الاهم بقى من دة كله..الجليسات دى بأسرهم كلها مشتركين مع بعض فى قاسم مشترك اعظم  ، مابيصلوش !! بل وفيهم من لايعرف حتى الفاتحة وحاولت كثيرا ان أُحفِظ إحداهن التشهد و والله كرهت نفسى وكرهت اكتر الناس اللى بتدعى التدين وجاية تعلمنا الدين وتُصلح دنيانا يروحوا يُصلحوا آخرتهم ويعلموا الناس دى القرآن واصول دينهم بدل ماتيجى تسألنى واحدة فيهم "هى ايه الراس الحجرية دى يا مدام وبيعملوا فيها ايه - تقصد راس السنة الهجرية للاسف -  " ساعتها مجاش فى بالى غير اجابة واحدة وهى " احيييييه "!!

عارفين اسوأ ما فى هذا النوع من الاحتياج ايه ؟؟ انك تشعر بتوحدك مع هذا الشخص وكأنه اهم تفاصيل يومك وقد يكون اهم من فلذات كبدك والمُهيمن على مقومات سعادتك وتعاستك ثم فجأة.. يخرجون من الباب ولا يُكلفون انفسهم النظر الى الوراء ليشعروا كم التصقنا بهم وكم تالمنا لفراقهم

  تانى وتالت وعاشر ،، ربنا ما يحوج حد لحد ولا حتى لأولاده وسمعونى كلكوا دعوة جدتى يارب وحياة حبيبك النبى محمد لتاخدنى وتراب السكة على رجلى

هناك 3 تعليقات:

  1. هى الكوميديا السوداء بعينها...فعلا تدوينة مضحكة بس ضحكات مخطوفة مسروقة مبدومش عشان الأثر اللى بتسيبه من الحزن هو اللى بيستمر...تذكرت مقولة والدى رحمة الله عليه "الدنيا مفيهاش فقر فيها عدم رأى" ودعائى الدائم اللهم لا تحوجنا لأحد من خلقك وأرزقنا العفو والعفاف والعفة والعافية ..وفعلا الفهم منحة ربانية ماوش دعوة بشهادات علماء هنود بيقدسو البقر..فين مخهم الذرى...التدوينة أثرت فيا وممكن تشوفى الأثر ده فى أى قصة من قصصي المستقبلية عشان أنا بخب الفئة دى من المجتمع ..عشان على طبيعتهم وسجيتهم ..حقيقة تدوينة انسانية بديعة وعندك القدرة على الفضفضة البسيطة لكن مش خالية من الحكمة والبسمة ولازم نفكر بعدها ونتأمل جوانا ...جميل ما كتبتى

    ردحذف
  2. بادعيلك من غير حاجة .. لكن تعرفى باتعلم منك كل يوم حاجة ..

    ردحذف
    الردود
    1. بحس بيكى لما بتدعيلى وبتبقى حاسة ببغلبى وصابرة عليا يا دوللى والله.. بتتعلمى ايه بقى ؟؟؟ :)

      حذف