الأحد، 24 مايو 2015

كلنا عندنا شعرة.. 



بين الثقة بالنفس والغرور .. شعرة
بين الحب والتملك .. شعرة
بين المعارضة وهدم الوطن.. شعرة
بين الوطنية والتطبيل (التعريض) .. شعرة
بين الصراحة والوقاحة .. شعرة
بين الكياسة والنفاق .. شعرة
بين الابداع والجنون .. شعرة
بين الاعتزاز بالرأى والعند..  شعرة
وبين الالتزام دينيا والتزمت .. برضه شعرة
.. الخ
بين كل شىء محمود ومطلوب وبين ضده مسافة صغيرة جدا ، احيانا لا تُرى بعين النفس المجردة ، فيأخذنا الشطط والاعتداد بالرأى لدرجة تجاهلها ، بل و فرضها على الاخرين .
كتير مننا بيحاول يلتزم بالشعرة دى ، و كتير برضه شايفها مش موجودة ، فيعانى من (القرع ) الذوقى .. مبيبقاش قادر يفرق بين مسافة الشعرة ومابين خصلات متشابكة من الشعر لا يجدى معها التسليك ولا التصفيف ، فيتحول تقييمه لحاجة منكوشة وغير مرتبة يتداخل فيها الهوى والمزاج والقناعات السابقة.. واسوأ انواع النعكشة حاليا هى تلك الشعرة مابين السبق الصحفى والاعلامى وبين الابتذال  والتطاول على حقوق الغير بغرض او بدون غرض ، البلد دى اتعرضت لازمات كتير بسبب فقد الشعرة بين المواقف لدرجة تعمد الالتباس.
البلد بقت منكوشة الشعر تماما ، وناسها فقدوا الرغبة فى ادراك المسافات بين الامور ، لدرجة ان مفهومهم عن الوطنية وحب البلد مش هيؤدى بينا غير لضياعها (لاقدر الله)
زييهم زى المطبلاتية المصابين بالطرش ، ساعات مبيدركوش ان عزفهم نشاذ وضد حبهم للبلد و حبهم للى بيحاول يسندها
قلائل اللى لسة محافظين على الشعرة دى لحد دلوقتى ، قلائل لدرجة مقلقة ، الواحد خايف لينقرضوا زى الدزنانور ..

مش هنضحك على بعض ، الواحد ساعات بيفقد الشعرة دى وبيفقد معاها موضوعيته وعقلانيته ، بل واحيانا انسانيته اللى هى بقت اكتر شىء يتخاف عليه حاليا..
لكن بيفضل حريص على فورمة ثابتة قليلة الاهتزاز و العطب ، وهى ان الثوابت اللى موقفاك على الارض يصيبها اقل ضرر من التخلى عن مسافة الشعرة..
يعنى وطنك ، وبيتك ، وعيلتك ، ومجتمعك البسيط من الصحاب والمعارف ، و اسباب سعادتك البسيطة ، تحاول دايما تحافظ عليهم وتجنبهم الارتباك بين شعرة المحمود والمطلوب اوالمذموم والمنفّر

طوبى للمحافظين على الشعرة حتى وهى ساعة تروح وساعة تيجى
و طوبة فى دماغ كل شطط وصاحبه ومصمم عليه لحد ما شبكنا كل الشعرات فى بعضها وفقدت الحياة انسيابيتها ومرونتها وتخشبت وتصلبت كـ كائن عجوز (اصلع)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق