الأربعاء، 19 مارس 2014

ادعى على امى واحب اللى يقول امين

قد يبدو العنوان صادما ومفزعا لاول وهلة ، ولكن مع السرد والسطور هتفهموا ..
هيسألنى الناس وازاى جاتلك قدرة تدعى على امك... القدرة جاتلى من عجزى عن تحمل عجزها
انا قررت اهدى لامى الرسالة دى فى عيد الام..ولو انتوا مفهمتونيش ، هى هتفهمنى ، حتى وهى ساكتة ومابتتحركش ومابتفتحش عينها ...هتفهمنى - اصل انا بفهمها ، وهى اللى طلعتنى بافهم وباحس وباعذر الناس.. هى اللى طلعت اى حاجة حلوة فيا حتى لو حاجة واحدة

امى..
حقك عليا انى مفيش على لسانى غير جملة "اللهم حب لقائها" انا خلصت كل الدعاء اللى اعرفه واللى معرفهوش
خلصت دعايا ليكى و انتى سليمة وفى عز صحتك وانا باسمع كلام الناس عليكى من وراكى وقدامك وقد ايه انتى رائعة ومثالية لدرجة ان حتى من كانوا يحاربونك فى العمل كانوا بيقولوا عليكى "الهانم المحترمة"
وخلصت دعايا ليكى و انتى بتفرحى بيا وبتشرفينى فى عائلتى الجديدة و عرفت يعنى ايه حد يدعى للى ربتنى على تربيتها .
و دعايا ليكى وانتى شايلة ابويا فى محنته ومرضه ، وتمر السنين والدعوات لحد ما بقيتى محتاجة منى حاجات اكتر من الدعوات
     محنة مرضك مش بس تجربة ، لا دى درس ... درس العمر اللى عدّى واللى جاى ، اتعلمت ازاى احس بيكى وانتى مش حاسة باى حاجة واسمعك وانتى مبتتكلميش . انتى عارفة وانا عارفة ان احنا مش ام وبنتها ومش صحاب ومش اى حاجة تابعة لتصنيفات البشر..
انا بقيّتك ، انا كمالة حكايتك.. صحيح انا ايش وصلنى لربعك وربع مثاليتك وعظمتك وخيرك على الكل الصغير قبل الكبير لكن انا قادرة اكمل باقى جملتك وباقى روعتك لما حد يمدح حاجة فيا واقوله تلقائيا امى الله يشفيها علمتنى كدة
ربنا ليه حكمة انى اشوفك وانتى بتنتهى تدريجيا ، ولو انى زعلانة .. زعلانة اوى انى نسيت صوتك ونسيت تعبيرات وشك ، مش عارفة افتكرك قبل مرضك ، يمكن بعدين هافتكر.
اللى لسة زعلان منى يقولى يقدر يستحمل امه مريضة مُتخشبّة بلا اى قدرات بشرية لحاجاتها العضوية قد ايه ؟سنة ، اتنين..طولتى يا امى ل اربع سنين .. يقدر يستحمل امه بتتألم وهو مش عارف قد ايه..يقدر يستحمل كام نهار بيطلع عليها وهو قاعد جنبها يبص لقسمات وجهها ومش عارف هى حاسة بإيه ، ولا عايزة ايه...
امى
عطائك بلا حدود..حتى و انتى على سرير المرض كريمة بتدينى خير كنوز الارض والسما.. بتدينى ثواب لو اتفرق على ذنوب ناس كتير لغُفر لهم بإذنه وتعالى ، كل يوم بقول لنفسى كدة هى ربنا مطوّل فى عمرها عشانى ، عشان تملى جيوبى وميزانى ودنيتى واخرتى ثواب ، لما باقلبك فى سريرك وانتى لاتملكى من امر نفسك شىء ولما باسقيكى من غير ماتطلبى ولما.. ولما...
ايه الكرم دة؟؟ بجد.. انا عارفة انك صامدة عشانى ، لسة حاسة انى محتاجاكى و محتاجة دعواتك..
بس سامحينى يا امى انا طلعتلك .. مش انانية ، مش عاوزة الثواب دة ، ايوة..عايزاكى ترتاحى ، على اى شكل وبأى شكل..
تعبتلك اكتر ما تعبت لنفسى..انا خلاص تأقلمت على كل عجزى وظروفى الصعبة من حبسة و حياة مقفولة عليا وعليكى وعلى جليساتك
انا تعبتلك انتى .. تعبت من اللاحياة واللاموت  ، تعبتلك وانتى مش عارفة حتى تتقلبى فى سريرك..شبه الحياة العن من الموت نفسه
لانى مهمومة بآلامك زى الاحياء ، ومفتقداكى زى اللى رحلوا عن عالمنا..
مش عارفة فى يوم عيدك اقدملك ايه ولا اعملك ايه..كل اللى ف ايدى عملته..والله كله ومع ذلك احساسى بالتقصير معذبنى ومقطعنى..وكل ما حد يقولى انتى عملتى اللى عليكى احس بالتقصير اكتر ، انتى تستاهلى اكتر من اللى بيتعمل مليون مرة مضروبة فى مليون زييهم - ماديات الدنيا تحت رجلك و حب الدنيا على خدودك وجبينك وباحضنك بالعافية كل يوم حتى ودراعاتك مبتتفردش

انا معادش فى ايدى حاجة..لانك انتى اللى بتدينى كل حاجة ، بس كل اللى فكرت اعمله انى اقول لربنا انا متنازلة عن الثواب دة يارب بس ريحهالى ، انا مش قادرة اشوف عذابها وعجزها اكتر من كدة..والله يارب ماهو يأس ولاقنوت من رحمتك ، بس لو انت مطول فى عمرها عشانى ، انا متنازلة - قسما بالله عارفة ومدركة انى هاندم على كل حرف كتبته - بس ربنا يكفيكوا شر قلة الحيلة
اللهم حب لقائها... اللهم حب لقائها كما احبت دائما لقياك وزيارة بيتك الحرام ..اللهم حب لقائها كما استعدت للقاك بصبرها وحمدها على كل معاناتها..
اللهم حب لقائها بصباعها المرفوع منذ مرضها لشهادة ان لا اله الا الله ومهما حاولت تنزله بترفعه تانى..
مش عارفة يمكن انا غلط..بس هو دة اللى حيلتى يا امى - اللهم اقدر لها الخير حيث كان ثم إرضنا به
كل سنة وانتى .....


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق