الأحد، 24 مايو 2015

كلنا عندنا شعرة.. 



بين الثقة بالنفس والغرور .. شعرة
بين الحب والتملك .. شعرة
بين المعارضة وهدم الوطن.. شعرة
بين الوطنية والتطبيل (التعريض) .. شعرة
بين الصراحة والوقاحة .. شعرة
بين الكياسة والنفاق .. شعرة
بين الابداع والجنون .. شعرة
بين الاعتزاز بالرأى والعند..  شعرة
وبين الالتزام دينيا والتزمت .. برضه شعرة
.. الخ
بين كل شىء محمود ومطلوب وبين ضده مسافة صغيرة جدا ، احيانا لا تُرى بعين النفس المجردة ، فيأخذنا الشطط والاعتداد بالرأى لدرجة تجاهلها ، بل و فرضها على الاخرين .
كتير مننا بيحاول يلتزم بالشعرة دى ، و كتير برضه شايفها مش موجودة ، فيعانى من (القرع ) الذوقى .. مبيبقاش قادر يفرق بين مسافة الشعرة ومابين خصلات متشابكة من الشعر لا يجدى معها التسليك ولا التصفيف ، فيتحول تقييمه لحاجة منكوشة وغير مرتبة يتداخل فيها الهوى والمزاج والقناعات السابقة.. واسوأ انواع النعكشة حاليا هى تلك الشعرة مابين السبق الصحفى والاعلامى وبين الابتذال  والتطاول على حقوق الغير بغرض او بدون غرض ، البلد دى اتعرضت لازمات كتير بسبب فقد الشعرة بين المواقف لدرجة تعمد الالتباس.
البلد بقت منكوشة الشعر تماما ، وناسها فقدوا الرغبة فى ادراك المسافات بين الامور ، لدرجة ان مفهومهم عن الوطنية وحب البلد مش هيؤدى بينا غير لضياعها (لاقدر الله)
زييهم زى المطبلاتية المصابين بالطرش ، ساعات مبيدركوش ان عزفهم نشاذ وضد حبهم للبلد و حبهم للى بيحاول يسندها
قلائل اللى لسة محافظين على الشعرة دى لحد دلوقتى ، قلائل لدرجة مقلقة ، الواحد خايف لينقرضوا زى الدزنانور ..

مش هنضحك على بعض ، الواحد ساعات بيفقد الشعرة دى وبيفقد معاها موضوعيته وعقلانيته ، بل واحيانا انسانيته اللى هى بقت اكتر شىء يتخاف عليه حاليا..
لكن بيفضل حريص على فورمة ثابتة قليلة الاهتزاز و العطب ، وهى ان الثوابت اللى موقفاك على الارض يصيبها اقل ضرر من التخلى عن مسافة الشعرة..
يعنى وطنك ، وبيتك ، وعيلتك ، ومجتمعك البسيط من الصحاب والمعارف ، و اسباب سعادتك البسيطة ، تحاول دايما تحافظ عليهم وتجنبهم الارتباك بين شعرة المحمود والمطلوب اوالمذموم والمنفّر

طوبى للمحافظين على الشعرة حتى وهى ساعة تروح وساعة تيجى
و طوبة فى دماغ كل شطط وصاحبه ومصمم عليه لحد ما شبكنا كل الشعرات فى بعضها وفقدت الحياة انسيابيتها ومرونتها وتخشبت وتصلبت كـ كائن عجوز (اصلع)

الأربعاء، 24 ديسمبر 2014


سامى دة .. روحى روحى

قريت كلام على لسان الاخوان والمتأخونين وكتير من الاسلامجية الدقنجية بيقول نصاً ومعناً ان لولا الاخوان كان الدين الاسلامى والعياذ بالله اختفى من مصر.. هاحكى تجربة شخصية صغيرة دايما بتقتحم دماغى لما بسمع الكلام دة

انا زيى زى غيرى نشأت فى اسرة مسلمة بسيطة الاب والام بيصلوا وبيصوموا وبيعودوا ولادهم على كدة بالترغيب والزن والمحايلة والترهيب احيانا ، لحد ما كبرنا واحنا معظم الوقت بنصلى - معظم الوقت !! ايوة معظم الوقت ، مين فينا مكانش بينسى ويتناسى احيانا ويقطّع احيانا ويرجع تانى بقوة فى اوقات تانية..زى وقت الامتحانات او الاختيارات الحاسمة او الزنقات والابتلاءات الخفيفة منها والمتوسطة.. عادى محدش نزل من بطن امه عابد ساجد
قريت كتب عقوبة تارك الصلاة وسمعنا شرايط وحضرنا دروس دين - كنت من رواد اسد بن الفرات ودروس عمر عبد الكافى وكنت بحبه ايا كان رأى الناس فيه وعليه ، حضرت دروس لعمرو خالد وكاميليا العربى والشيخ جبريل.. خدنا جولة حرة مباشرة وغير مباشرة فى معظم الجوامع واماكن الدروس الدينية ، وتعرضنا زيينا زى غيرنا لكل المتغيرات اللى هجمت على مجتمعنا بدون سابق معرفة او انذار.. حقنة الادب والالتزام بعدهم كانت يوم ما بتستمر بتاخد من شهر لشهر ونص وترجع تانى الحياة تلهينى ما بين جواز وخلفة وشغل وخلافه.. يوم تنتظم بالخمس فروض ومعظم الايام تلحق لحد الظهر او بالكتير العصر والباقى يقع مع زحمة يومك وتكسل تصليهم قضا ، وتبدأ الوعود مع النفس من بكرة (الريجيم - المذاكرة واولهم الصلاة بدون انقطاع)
لحد ما جه يوم و كان وقفة عيد كبير وجالنا خبر موت علاء ولى الدين ربنا يرحمه ويسكنه فسيح جناته..اتصدمت زيى زى كل مصر وقتها ، وكأن الوجه البرىء المبتسم مش متوقع انه يموت ، حقيقى كانت صدمة وقتها لصغر سنه ولأنه كان فى عز تألقه ومتوقع منه لسة ضحك وبهجة كتير.. 
وقتها ولأول مرة اتهز ، كان عمرى 35 سنة ، وسألت نفسى هل انا ضامنة 35 سنة تانيين فى عمرى اكفّر بيهم عن ذنوبى واولهم واهمهم بالنسبة لى كانت عدم الانتظام فى الصلاة.. مكانش اول واحد يموت فى سن الشباب ولا كانت اول فجيعة صادمة ، توفت زميلة لينا واحنا فى الاعدادية ، وتوفى زميل واكتر لينا فى الجامعة ، واخ لزميلة وكانت وفاته كسكين ذبحنا جميعا ، ولكن وفاة هذا الضاحك البرىء كانت هزة عنيفة لى ولا ادرى لماذا !!
الان وبعد اكتر من 10 سنوات على وفاته وانا منتظمة على الصلاة و لم اسقط فريضة من وقتها لاسهوا ولا تقاعصا ولا حتى فى عز مرضى ، عرفت السبب.. ربما لانه هو الوحيد الذى كان يستحق هذا الثواب الدائم الموصول ، لم تخيفنى تهديدات الشيوخ ولا احاديثهم ولا قصصهم المرهبة ، لم تجبرنى على الاستمرار وتعيننى على شر نفسى وشيطان رجيم يحاربك اول ما يحاربك فى صلاتك ... شوف بقى وفاة علاء ولى الدين المفاجئة فى عز شبابه وفى يوم عيد الهمتنى ان اللى جاى فى العمر مش قد اللى راح منه وعاهدت ربى مفوتش فرض من وقتها ، تخيل بقى علاء بياخد ثواب قد ايه على كل ركعة وسجدة قاومت فيها ضعفى وكسلى - او هكذا احسب.

 الان فقط عندما ينتابنى شعور بالرضا عن استمرار صلتى بالله عن طريق الصلاة ، وعندما اتخيل ان علاء ولى الدين الممثل الكوميدى الجميل روحا ووجها وابتسامةً هو السبب الدنيوى لهذة النعمة ، يتأكد لدىّ مقولة ان الدنيا دنيا الاسباب ، وان كل ثواب عارف صاحبه اللى يستحقه ، حتى لو كان مش متوقع منه يكون اهل للثواب !

 اعزائى الدقنجية المغالين الحازقين المتحذلقين ، الاسلام باقٍ وسيبقى ابد الدهر مابقى داخلنا فطرة سليمة سوية تحب الجمال والحب والبهجة والضحك والتدبر وكل اسباب السعادة ، ولم يحدث للاسلام ان وُضع فى جمل غير صحيحة ومهاترات الا عندما اتخذتموه سلعة وتجارة ... خدوا كل شرايطكوا وكتبكوا وذقونكوا اللى واصلة لكروشكوا الممتلئة من تجارتكوا وروحوا بيعوهم بالكيلو فى العتبة.. اللى بيكسب فلوس من ورا هداية الناس نحطه جنب الحيط ويتباس (الا من رحم ربى ويرزقهم حسنات اكثر مماربحوا منها)

كل ثواب عارف صاحبه ، وكل قلب فاضحه ربه 
وربك بيسبب الاسباب والثواب
سلاما على روحك ايها الضاحك المُبكى ، ربنا يجعل لك انت وامى فى كل سجدة بسجدها ثواب وذنب مغفور بإذن الله


الأحد، 21 ديسمبر 2014

النيو يير وسنينه

عزيزى اللى طالع فى المقدرجديد..النيو ييراللى مش بتاعتنا دى هى اللى بتحسب بيها عمرك وعيد ميلادك وبرجك - اللى بتفتح بيه حوار مع المزز - وبتحدد مواعيد امتحانك ونتيجتك و مواعيد قبضك لو كنت مش عواطلى ..
بالنسبة للكريسماس ايوة ميخصناش ، بس كل سنة وانت طيب لاى كائن بيحتفل بحاجة تفرحه وتخصه وتخص دينه مش حرام..مش حرام تقول لحد كل سنة\شهر\لحظة وانت طيب.. مش حرام الكلمة الطيبة اللى هى دينك قال انها صدقة اصلها ثابت وفرعها فى السماء ، وكدة انت مبقتش مسيحى ولا خرجت من الملة ، ولما يجيى عيد جارك القبطى الجدع يوم 7يناير ، واجب عليك تقوله كل سنة وانت طيب ، لان هو بيقولك فى عيدك كل سنة وانت طيب.. وانت بتقبلها منه وهو كافر، يبقى لازم تردهاله ، عشان بمنظورك الطائفى البغيض انت افضل منه.. ولا ايه ؟معقول يبقى هو احسن منك ، دة انت بنى ادم بشَرطة مشروطة ومحطوطة

محدش قالك ياسيدى قوم ولعلك شجرة نورها مستنيك.. ولا حد قالك قوم أربّعلك ازازتين نبيذ عشان تشارك حد عيده.. - وبالمناسبة اللى بيعمل كدة هو حر - وبرضه محدش قالك تتف فى وش حد بيحتفل بمناسباته السعيدة وتستأنف تضحك فى وشه لو لقيته فرحان وبيعيد ولابس جديد عشان انت مش قيّم على اعياد ومناسبات وطقوس البشر.. اتلهى انت بس على عينك وحافظ على طقوس دينك الحنيف وتأسّى بسنة نبيّك عن حق.

لحد من كام سنة كانت مصر كلها بتطلع نكت وافشات على احتفالات الاسر البسيطة والمتوسطة بليلة نهاية سنة وبداية سنة جديدة من عمرهم بالامنيات والاغنيات وشغل هنسهر فى الشيلاتون واندر بطانية كلوب والالش الماصخ دة ، على اساس ان السنة الجديدة دى بتاعتنا كلنا ، بس للناس احتفالاتهم ولنا احتفالاتنا..افتكر كانت امى الله يديها الصحة ويشفيها ، كانت بتشوى لنا فرختين ونحمر يجيى 2كيلو بطاطس وشوية سلطات وكيكة حلوة.. وتشكيلة تسالى من المقلة ونتكلفت بالبطاطين قدام التليفزيون ابو 3قنوات ، ونتفرج على فيلم جديد وننام فى نصه طبعا ونصحى على الاب والام بيبوسونا بمناسبة دقات الساعة 12 ويدعولنا يجعلها سنة مفترجة واللى فايق شوية يخش يتوضى ويصلى ويدعى ربنا فى سجوده واللى مش فايق يكمل نوم..والفترة اللى قبل دى كانت بتبقى تجمعات اسرية وكل ام جايبة اكلة ومتجمعين فى بيت العيلة الكبير على مسرحية وفيلم جديد..كل فرصة كانت بتجمعنا زمان كنا بنحلّق عليها ، زى مانكون عارفين انها مش راجعة تانى.
الترند الجديد بقى بتاع الهابى نيو يير مش بتاعنا و عيد الفلاح ملناش فيه والكريسماس وراس السنة بدعة وبتاعت الكفار والخزعبلات التكفيرية دى مش هى دى اللى هتخلى مجتمعك ودولتك اسلامية.
اللى هيخلى مصر اسلامية  ومدنية ، ومن ثم ، دولة ناجحة انك تعمل الحاجتين اللى ربنا خلقك عشانهم ، تتعلم وتعمل باتقان.. وتخليك فى حالك ، ومتكفرش حد عشان مفتاح الجنة والنار محدش طلع عليه نسخة لسة ، هو فى ايد رب العباد اللى اهو احن على العباد كلها من اى نطع بيطلع يكفّر خلق الله ويرازى فى اعيادهم واديانهم

بطلوا مرازية فى خلق الله وفى ايام الله.. ابدأ بحالك واصلحه ، عمرك ماهتبقى افضل من حد انت بتحقّر منه ابدا
وتذكر قول الله تعالى " وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا..." دى سنة ربنا فى خلقه اننا نبقى شعوبا وقبائل عشان نفضل ندور على افضلنا واتقانا عنده سبحانه وتعالى

السبت، 15 نوفمبر 2014


السعادة ..واللى عايزينها ...وانا وانت

شوف ياسيدى وما ستّك الا جدتك.. بعد فحص وتمحيص منى ومن غيرى منذ بدء الخليقة عن اصل وفصل وسبب السعادة ، تم الاكتشاف والتأكيد على الاتى..
السعادة اصلا مش موجودة ، ايوة بمعناها المطلق الغير معتمد على الزمان والمكان..السعادة كأحساس متواصل مش لحظى وقادر تعبر عنه وتعرّفه بشكل موحد مش تحت ايدنا دلوقتى ، فى الجنة ونعيمها بقى ان شاء المولى

امال احنا بالسلامة بندور على ايه.. السعادة !! اه والله واتولدنا وكبرنا وقاعدين نتفلسف وننجعص ونعمل نظريات وابحاث عشان ندور على السعادة اللى احنا عارفين  مسبقا اننا مش هنلاقيها
    امال ايه السعادة اللى احنا نعرفها ..
السعادة الوحيدة اللى نعرفها هى سعادة انها تُظبط معانا.. ازاى يعنى ، اقولك
. يجيلك وقت المزاج الرايق والفضى وانت قادر تعيشه وتستمتع بكل تأملاته ونشاطاته   من دردشات وهوايات ومزاجات عالية بدون لسعات كرباج الوحدة والاحساس  بالتجاهل
. يعنى تصادف انك تلاقى الاكل اللى نفسك فيه وانت جعان
. تتعرض عليك الخروجة فى الوقت اللى انت جاهزله مش تعبان ولا عندك ظروف      تمنعك ولا مفلس، ولما تخرج تروح نفس المكان اللى كان جه مرة فى خيالك وقلت    نفسى اروحه
. تجيلك الفلوس وانت قادر تصرفها وحابب تصرفها مش خايف من بكرة
. تلاقى الشخص المناسب ليك فى الوقت المناسب اللى انت فعلا تعرف تستمتع فيه  معاه ، مش تلاقى احلى كائن فى حياتك وانت مش ليه وهو مش ليك والوقت اساسا  مش بتاعكوا
. انك تلاقى المعلومة اللى تلحق تستفيد منها مش نظام ياريتنى كنت عرفت كدة من  زمان
. لما توصل لمرحلة المعرفة ، و تبقى عارف انك ممكن تستفيد بيها ، مش توصل  للمعرفة وانت كل اللى حيلتك انك تعرّفها لغيرك وانت بتديله خلاصة حياتك قبل ما بعد  الشر تودّع

. لما تصادف وتُظبط معاك كل تفاصيل حياتك ويصاحب العمر والرزق والصحبة الزمان والمكان.. لما يتفقوا هما التلاتة ( العمر والرزق والصحبة) انهم يبطلوا مناكفة ومرازية مع الزمان والمكان ، ويجيى الرزق فى الزمان والمكان المناسب ، لما سنين عمرك تحب زمنك وتقدر تستمتع بالعشرين على قد العشرين والخمسين على قد الخمسين (مش تبقى فى الخمسين ومتشحتف على العشرين)

. وياسلام بقى لو الصاحب والرفيق تلاقيه وانت عايزه ، وتبقى الرفقة بينكوا مصاحبة المكان ، وميغدرش بيها الزمان بالبعد او الفراق الابدى .

المُعضلة كلها ان كل الحاجات اللى انت عايزها بتيجى بس فى الزمان والمكان اللى انت مش مستنيها فين ، كأنك طول الوقت مستنى حبيبتك على باب الشقة تجيلك هى من بلكونة الصالون ، تقفلها عند البلكونة تدخلك هى من شباك المطبخ.. وهكذا ، لامنكوا اتقابلتوا ولا منكوا مستنيتوش بعض.. وفى اخراليوم تتقابلوا فى الطُرقة وانتوا متغاظين من بعض آخر حاجة ، وشبه زاهدين فى اللقاء.

الكوميديا السوداء بقى ان فيه ناس بتعيش وتموت وهى لسة مقابلتش حبايبها لا فى الطُرقة ولا حتى على مَنشر الغسيل ، قضت حياتها كلها مش مظبطة ، مش عارفة تتمنى الحاجة وتقف فى مرمى القدر عشان تلقطها وتظبط معاها..
هتقولى ما احنا عارفين كل الكلام دة.. ولا هيهمنى ، انا حسيت ان نفسى اقوله ، قلته فى نفس الوقت اللى حسيته فيه ، فكرك حسيت بالسعادة..؟؟ لا انا اتأكدت بس ان محدش برضه هيعرف يظبط اى حاجة فى وقتها بمزاجه...

ادعى بس ربنا ربنا يرزقك بفرحة تايهة ، كانت منسية فى درج الزمن وتلاقيها وانت بتدور على اى حاجة تانية


الجمعة، 20 يونيو 2014


المُجرميــن الصُـــغار..


خلق الله سبحانه وتعالى لكل كائن آفة تهلكه.. الزرع خلق له الحشرات لتهلكه وتفسده ، والحديد خلق له المبرد ليفنيه ويحوله لبرادة واحيانا تكون تلك الآفة من نفس جنسه فيسلطها الله عليه لتكون سبب دماره ، وفى الغالب الاعم تكون تلك الافة من صنع يد الانسان وإهماله ، ومن الافات الكثيرة والمتعددة التى يعانى منها مجتمعنا آفة اطفال الشوارع وشباب الشوارع ومجرمين صغار لم يتجاوز عمرهم الخامسة عشر واحيانا اقل.

تبدأ الحكايات البذيئة بتدخينهم للسجائر.. ثم تتواصل لبعض انواع المخدرات مرورا بشم الكُلّة كمخدر رخيص غير آدمى.. إدمان لاى شىء وكل شىء يُذهب عقلهم الذى لم يتكون بعد ولم يستسلم لاى نوع من انواع التعليم حتى لو كان حِرَفيا..
تستمر الحكايات من سىء لأسوأ ، حيث متابعة مشاهد وافلام جنسية مُتاحة على جهاز يتوفر بسهولة محمول كان او كمبيوتر ، ثم متابعتها على الطبيعة فى مساكنهم التى هى غرف جنسية قذرة ، قد يشاهدوا الاب والام ، و احيانا والعياذ بالله يشاهدون ايا منهم مع طرف ثالث ، ثم تبدأ مرحلة زنا المحارم ، المرحلة التى تدمر كل إنسانية او احتمال لاستعادتها مستقبلا.
هذا الكم من البؤس البشرى يتحرك فى الشوارع باحثا عن اى ضالة وضلال.. معاكسات وتحرشات ، سرقات ونشل ، شحاتة وتسول
ثم تتوفر له الفرص لما هو ابشع ، حوادث اغتصاب فردى او جماعى.. ثم يتلقفه احد المحنّكين زبانية جهنم ليحوله من هاوى للاجرام الى محترف ، و اختصارا للنتائج والمسار الاجرامى والعقاب والجزاء نجده نزيلا فى احدى الاصلاحيات المعدة لتأهيلهم اجتماعيا وتربويا ليصبحوا مجرمين مع سبق للاصرار (على خلاف ماهو مطلوب منها)
السؤال هنا..هل للدولة دور فى الاسباب ، الاجابة الحتمية نعم ، ولكنه ليس سببا رئيسيا ومباشرا بعكس مايعتقد الجميع ، فأنا اعرف الكثيرين توفرت لهم فرص التعليم المجانى ولكنهم تسربوا منه وتوفرت لهم فرص تعلم حرف وصنعات ياكلوا من وراها الشهد ولكن صديق السوء واب السوء واحيانا ام السوء قطع عليهم الطريق وكل طريق
دور الدولة يتلخص فى السماح بعشوائيات تتواجد وتمنو وتتكاثر لتصبح دويلة شر داخل الدولة.. بل والتعامى والتغابى عن النتيجة المصيرية التى سيؤول اليها هذا الورم السرطانى فى احشاء الدولة

ومن منطلق محاولة ايجاد البديل الذى هو افضل من النقد والقاء التهم واصابع الاتهام فى اعين الجميع..
عندى اقتراح حالم ، وبالبلدى كدة ، نلم كل اطفال وصبية الشوارع والشباب الصغير اللى مالوش شغلة ولا مشغلة غير النكد ومرازية الكل ومالوش فى العلام ونرميهم فى حتة ارض او مكان هرب من سكنته وتعميره الاخرين ، وكأنه سجن كبير تحت اشراف امنى مجتمعى حقوقى زى ما تشوفوا.. ونديهم سنة او اتنين من عمرهم اللى جاى ونقولهم لو استلمناه جنة هتتملكوها.. اللى عايز يبنى ويشتغل مالوش غير فيها وليها مكان ، والدولة مُلزمة توفر لهم مرافق غصب عن عينها ، هيتعبوا فى الاول ويتعبونا بس بعد فترة هينجحوا وينجّحونا معاهم واللى يخلق ليه عالم من مسكن وعمل يستلم عقد تمليكه.
واختصارا للرغى والهرى..كل الاعمال الرائعة و الانجازات الواعدة..ابتدت بفكرة مجنونة اترفضت على ترابيزة المناقشة اول ما اتطرحت.
الفكرة ممكن تعديلها وتطويرها او تطويعها للواقع ، بس الاول تتوجد وتلاقى اللى يسمعها ويكون عنده من حب المغامرة والعزم والافق ما يكفى للتعامل معاها ..



مش تقولى نقتلهم يا عم عبد الله نصار زى التجربة البرازيلية.. عايز تعدم اطفال زى كلاب الشوارع ، عشان تعمل تنمية؟ تنمية فى مجتمع يحمل امثالك وافكارك يبقى ظلم ، المجتمع اللى زى دة لابد ان يُباد عن اخره بسبب واحد زى حضرتك
سؤال على الماشى ..لما تدخل فى عينك شوكة هل الافضل نخرّجها ونعالج عينك ولا نصفى عينك خالص..

الخميس، 1 مايو 2014


الصــــدق..لحظــــة

بعد سنين من الكذب على نفسك يوميا.. ماذا تحب ان تكتشف فى لحظة صدق؟
 او لنكون اكثر واقعية ، ماذا تخاف ان تكتشفه فى هذة اللحظة ،  بل وقد تتمنى قتل تلك اللحظة فى مقابل ان لا يقتلك الاكتشاف حسرة وندم..؟؟

 هناك من يكذب على نفسه طيلة عمره مدعيا انه من افضل الناس واطيبهم وان طيبته تلك كانت السلاح الذى استخدمه الجميع فى الفتك به وبنقاء روحه واضطروه للتعامل معهم بنفس الاسلوب حتى يحصن نفسه من طعنات خناجرهم..
هذا الشخص لو نظر فى المرآة وواجه لحظة صدق قد يكتشف انه هو البادىء دائما بجرح الاخرين - سواء قاصدا او غافلا - وايلامهم وما كان منهم الا محاولة رد هذة الجراح له .. سيكتشف انه ليس هذا البرىء المظلوم وكل ما فى الامر انها ساحة للقتال يبدأ بسلاحه ويردون هم او العكس ، لايهم ، لكنه ليس هذا الشخص الذى يصدق انه موجود.

هناك من تظن انها تعيسة وتلعن حظها وقدرها وتكذب عليهما كل ليلة متهمة اياهم بانهم خذلوها ومنحوها ما لاتستحقه ، فى حين ان غيرها ممن هم اقل جمالا و وضعا ودلالا كبشوا من الحظ وفرص القدر السعيدة ما لايستحقونه وتستحقه هى بل وتستحق اضعافه..فهى الاجمل والاروع ولديها من المقومات مايجعل الحظ يركع على قدميه مقبلا يدها متمنيا رضائها.
ماذا لو هاجمتها لحظة الصدق وصرخت فى وجهها قائلة ، وانتِ ماذا فعلتى بهذا الجمال و هذة الروعة ؟ اكتفيتى بهم ولم تفكرى يوما بإن الاخرين قد ينظرون لما هو ابعد من ذلك فلا يجدوا شيئا سوى فراغ اصمّ ، حيث لا عقل ولا حوار ولا كلمات تأسر بعد زوال واعتياد لحظة الجمال والروعة .. لسان لايترك اثرا ولا تأثيرا ، وروحا لاتقل سخفا عن الابتسامة الصفراء ، وجدل لا يفضى الى ارتياح بقدر مايؤكد حقيقة الغرور

اما اصعب الاكاذيب فهى تلك الاحاديث المتناثرة هنا وهناك عن السعادة ، وإدعائنا الفيلسوفى اننا نعرف ماهى السعادة و كيف نكون سعداء ولكن لسوء الحظ مقومات السعادة قد تكون غير متوفرة لدينا حاليا و كأن رقم هاتف مصنع السعادة مشغول دائما  ، فهناك من يقول انها فى مال وفير او انثى فاتنة عاشقة او رجل حنون و اطفال رائعين..او ربما رحلة الى جزر المالديف ومشاهدة قرص الشمس وهو يغيب فى ماء المحيط

ماذا لو قررت ان تكون كذبتى هى اننى اعتبر نفسى سعيدة!! كلام فى سرّك عزيزى القارىء انا لا اعرف اساسا ماهى السعادة.. ولم افعل شىء يقنعنى بإننى وصلت للسعادة او حتى اختبرتها..كل ما فى الامر انه طالما لم تنتهى المواقف والاحداث بمأساة او حزن فهى سعادة.. وطالما الصعوبات كانت فى حدود التصرف ولم تخرج عن المألوف او المتحمل فالامر تمام ! ماذا لو هاجمتنى اشياء لا استطيع ترويضها ، ماذا لو جلست الى نفسى وسألتها ماذا يسعدك ، انتِ ، ذاتك كشخص ؟!
وانت يا قارىء هذة السطور متى يهتز كيانك طربا للحظة سعادة وماهى الاسباب..اولادك ؟ زوجك ، زوجتك؟ نجاح فى العمل ؟ طب يمكن اغنية..فسحة.. ملابس جديدة؟
  كارثة..انا لا اعرف ما الذى يسعدنى حقا ، ومن منا يعرف يقينا..!
 من يستطيع ان يضفى على لحظتى شىء يشبه حتى السعادة
لاتقنعنى تلك الاجابات عن وسائل السعادة البسيطة ، كمشاهدة فيلم يسعدك او قطعة موسيقى و قراءة كتاب او الجلوس مع بعض الاشخاص..الخ ، ماهى السعادة بالنسبة لى؟
كذبتى اننى سعيدة ، اما لحظة الصدق فانا لا اقوى عليها لانى غير مستعدة للاجابة ليس لاننى ضعيفة ولكن لاننى لا اعرف..بكل ما يعنيه الجهل بالمعرفة ، وهذة كارثة .. انا لا اريد ان اموت دون ان اعرف حتى ماهى السعادة.. مش كمان اجربها !

وانت ماذا تحب ان تكتشف فى لحظة الصدق؟ ربما تكتشف انك لاتريد هذة اللحظة اصلا وكفى بها كذبة مريحة !

الأحد، 20 أبريل 2014


الميــــــنستريم


تبدأ الحياة بفكرة وتستمر بالجدال فيها الى ان تنتهى بالاقناع او شبه الاقنتاع..
الفكرة هى فيلم اتعرض ثم اتوقف ثم قامت الدنيا ولم تقعد..بس هتقعد كمان شوية بعد ما تتعب او نفهم
افلام السبكى هى خلطة او تتبيلة تضاف لفكرة تجعلها متحبشة بمذاق الشارع والواقع الاليم والبغيض فى عيوننا احيانا ولكنه الواقع ، كتير بتعجبنا وبنصدقها وبتوجعنا وبنقول ايوة هو دة حالنا.. زى الفرح وكباريه وغيرهم
انقسم الناس حول قرار منع فيلم حلاوة روح..مبدأيا كدة لم اشاهده ، وبالتالى ليس لى حق نقده ولا نقد اى شىء فيه ، ولكن من حقى ان اعترض ، اه من حقى اعترض على فكرة طفل بطل لفيلم يقدم رسالة سواء ايجابية او سلبية لمن هم فى مثل سنه فى عمل سينمائى عليه لافتة "للكبار فقط" !! الفكرة هنا لو الفيلم يقدم مورال معين على المراهقين ان يستشفوه من احداث الفيلم فهم لن يشاهدوه ولو لم يكن يقدم اى شىء..فما الفكرة من وجود طفل 13 سنة فى سياق احداث هى للكبار فقط ؟
    يتشدق الكثيرون بعبارة " الفن مرآة المجتمع" على عينى وراسى وموافقة وابصم بالعشرة.. ولكن ، المجتمع فى حالة انحدار اخلاقى غير مسبوقة فهل يجب ان يقف هذا المجتمع امام المرآة 24 ساعة ليرى بشاعته فيتأكد كل يوم انه سقط اسفل سافلين وخلاص هى جت علينا ما كله كدة
 ماذا فعلنا فى المقابل من محاولات لتجميله..لاتوجد افلام راقية او واعية لتواجه ولا اعتقد ان المنتجين فى حالة مادية تسمح لهم بذلك
فالحال فى الحضيض والسوق الفنى فى اسوأ حالاته بسبب الاحوال السياسية و..و..
    المجتمع كمان بيعانى من ضعف كامل فى مناعته الاخلاقية.. والاسباب عديدة ولاداعى لسردها لانها اوضح من شمس الشموس
فهل يصح ان أُعرّض مريض بهذا الضعف المناعى لاشد تيارات العدوى خطورة واوسع الفيروسات الاخلاقية انتشارا..
ثم والاهم من كل هذا ، نحن نتبع الان ثقافة الmain stream الا وهى تنجح اغنية وتكسر الدنيا نعمل منها 10 ، ينجح فيلم ويجيب ملايين نفصل من توبه 100 فيلم وفيلم ، ومرة فيلم يصيب و10 يخيبوا ونوصل لمرحلة المزايدة فى الواقعية ونجوّد ونزوّد لحد ما نلاقى عيال بتمارس الجنس علنا - مش تلميحا زى فيلم حين ميسرة  - مثلا ويقولك دة واقعية وبلاش ندفن راسنا فى الرمل
نقوم بقى ندفنها لامؤاخذة فى فضلات عضوية..
اعلم تماما ان المنع ليس هو الحل ، فالشىء الذى تمنعه الان ينتشر كالنار فى الهشيم بعد ساعة من إعلان منعه..انا مدركة تماما لعناد الافكار وصراع الاشياء على بقائها فى دائرة المسموح حتى لو خبأتها فى درج الممنوع ، ولكن ...
قرار منع الفيلم ليس للفيلم فقط ولكنه لمنع طابعة افلام هتنزل بعده على نفس شاكلته تحت شعار واقعية الواقع المُزرى ثم ياتى الشعار الاصدق وإن كان الاخطر "الافلام دى بتاكل مع الجمهور" وتفضل الحكاية تتعاد وتتكرر ولكن على اختلاف رؤى المخرجين وامكانيات المنتجين وقدرات الممثلين.. واذا صادفنا فيلما ممجوج او غير مقبول ولكنه يحمل نفس الوشم وحاولنا منعه سوف نواجه بالكلمة المقيتة "اشمعنى بقى" 
   
إذا هو ظاهره منع ولكنه درء المفاسد الذى هو مقدم ومفضل على جلب المنافع ، وإن كنت اشك ان له اى منفعة سوى محاولات التأكيد على الحرية والابداع والنقلة الثقافية والحضارية التى سوف تنقلنا من السىء للاسوأ..
ايام ما كانت الدنيا دنيا كان هناك فيلم سىء وفيلم جيد ، وكانت هناك فلاتر شخصية وفردية بل وكانت هناك قدرة رائعة على الفصل بين الغث والنفيس والمقبول والمرفوض ، انتهت هذة المرحلة وانتهت الفواصل بين الطبقات واصبحت افكار والفاظ ومفردات ادنى واشقى البيئات والمجتمعات هى المينستريم لباقى الطبقات ، فاصبح الجميع نجوم من البلطجى الى الشاذ الى الساقطات ...الخ
الخلاصة عايز تعمل فيلم يحمل افكار جريئة وشرسة حاول تفهم ان مجتمعك فى اضعف حالاته التقديرية لاى شىء وبوصلته خربانة ومش عارف يشوف نقطة ضوء فى النفق المظلم.. عايز توريه الضلمة افتحله طاقة نور صغيرة اشعل له مصباح ولا حتى عود كبريت ،اعملى فيلم لمراهقين بيرفضوا الانحداراللفظى على الاقل ، اعملى فيلم لبطل رياضى صغير خارج من حارة.. طبعا دى قصة لاتغرى اى منتج ، هو عايز الواقع القذر لانه بياكل مع الجمهور و بيريل عليه لامؤاخذة.

 دة اللى عندى لحد ما اشوف الفيلم ، انا بحب الابداع والله ومش ضده ، لكن مبقاش فاضل فى دفتر احوال الوطن غير الندم على اللى نسى نفسه وخرج من داره الاصيل فإتقّل مقداره