الجمعة، 20 يونيو 2014


المُجرميــن الصُـــغار..


خلق الله سبحانه وتعالى لكل كائن آفة تهلكه.. الزرع خلق له الحشرات لتهلكه وتفسده ، والحديد خلق له المبرد ليفنيه ويحوله لبرادة واحيانا تكون تلك الآفة من نفس جنسه فيسلطها الله عليه لتكون سبب دماره ، وفى الغالب الاعم تكون تلك الافة من صنع يد الانسان وإهماله ، ومن الافات الكثيرة والمتعددة التى يعانى منها مجتمعنا آفة اطفال الشوارع وشباب الشوارع ومجرمين صغار لم يتجاوز عمرهم الخامسة عشر واحيانا اقل.

تبدأ الحكايات البذيئة بتدخينهم للسجائر.. ثم تتواصل لبعض انواع المخدرات مرورا بشم الكُلّة كمخدر رخيص غير آدمى.. إدمان لاى شىء وكل شىء يُذهب عقلهم الذى لم يتكون بعد ولم يستسلم لاى نوع من انواع التعليم حتى لو كان حِرَفيا..
تستمر الحكايات من سىء لأسوأ ، حيث متابعة مشاهد وافلام جنسية مُتاحة على جهاز يتوفر بسهولة محمول كان او كمبيوتر ، ثم متابعتها على الطبيعة فى مساكنهم التى هى غرف جنسية قذرة ، قد يشاهدوا الاب والام ، و احيانا والعياذ بالله يشاهدون ايا منهم مع طرف ثالث ، ثم تبدأ مرحلة زنا المحارم ، المرحلة التى تدمر كل إنسانية او احتمال لاستعادتها مستقبلا.
هذا الكم من البؤس البشرى يتحرك فى الشوارع باحثا عن اى ضالة وضلال.. معاكسات وتحرشات ، سرقات ونشل ، شحاتة وتسول
ثم تتوفر له الفرص لما هو ابشع ، حوادث اغتصاب فردى او جماعى.. ثم يتلقفه احد المحنّكين زبانية جهنم ليحوله من هاوى للاجرام الى محترف ، و اختصارا للنتائج والمسار الاجرامى والعقاب والجزاء نجده نزيلا فى احدى الاصلاحيات المعدة لتأهيلهم اجتماعيا وتربويا ليصبحوا مجرمين مع سبق للاصرار (على خلاف ماهو مطلوب منها)
السؤال هنا..هل للدولة دور فى الاسباب ، الاجابة الحتمية نعم ، ولكنه ليس سببا رئيسيا ومباشرا بعكس مايعتقد الجميع ، فأنا اعرف الكثيرين توفرت لهم فرص التعليم المجانى ولكنهم تسربوا منه وتوفرت لهم فرص تعلم حرف وصنعات ياكلوا من وراها الشهد ولكن صديق السوء واب السوء واحيانا ام السوء قطع عليهم الطريق وكل طريق
دور الدولة يتلخص فى السماح بعشوائيات تتواجد وتمنو وتتكاثر لتصبح دويلة شر داخل الدولة.. بل والتعامى والتغابى عن النتيجة المصيرية التى سيؤول اليها هذا الورم السرطانى فى احشاء الدولة

ومن منطلق محاولة ايجاد البديل الذى هو افضل من النقد والقاء التهم واصابع الاتهام فى اعين الجميع..
عندى اقتراح حالم ، وبالبلدى كدة ، نلم كل اطفال وصبية الشوارع والشباب الصغير اللى مالوش شغلة ولا مشغلة غير النكد ومرازية الكل ومالوش فى العلام ونرميهم فى حتة ارض او مكان هرب من سكنته وتعميره الاخرين ، وكأنه سجن كبير تحت اشراف امنى مجتمعى حقوقى زى ما تشوفوا.. ونديهم سنة او اتنين من عمرهم اللى جاى ونقولهم لو استلمناه جنة هتتملكوها.. اللى عايز يبنى ويشتغل مالوش غير فيها وليها مكان ، والدولة مُلزمة توفر لهم مرافق غصب عن عينها ، هيتعبوا فى الاول ويتعبونا بس بعد فترة هينجحوا وينجّحونا معاهم واللى يخلق ليه عالم من مسكن وعمل يستلم عقد تمليكه.
واختصارا للرغى والهرى..كل الاعمال الرائعة و الانجازات الواعدة..ابتدت بفكرة مجنونة اترفضت على ترابيزة المناقشة اول ما اتطرحت.
الفكرة ممكن تعديلها وتطويرها او تطويعها للواقع ، بس الاول تتوجد وتلاقى اللى يسمعها ويكون عنده من حب المغامرة والعزم والافق ما يكفى للتعامل معاها ..



مش تقولى نقتلهم يا عم عبد الله نصار زى التجربة البرازيلية.. عايز تعدم اطفال زى كلاب الشوارع ، عشان تعمل تنمية؟ تنمية فى مجتمع يحمل امثالك وافكارك يبقى ظلم ، المجتمع اللى زى دة لابد ان يُباد عن اخره بسبب واحد زى حضرتك
سؤال على الماشى ..لما تدخل فى عينك شوكة هل الافضل نخرّجها ونعالج عينك ولا نصفى عينك خالص..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق