الخميس، 13 فبراير 2014


    شىء من الخوف ...


خايفة خوف السجين بعد سنين السجن الطويلة من فتحة باب الزنزانة عايز يشوف النور وخايف يغشى عينه..

خايفة خوف اليرقة جوة الشرنقة قبل ماتبقى فراشة لجناحاتها تخونها و تلاقى السما براها مخنوقة..

خايفة اقوم من على الكرسى اللى قاعدة عليه بقالى ايام وشهور مبعملش حاجة غير انى اتمنى اقوم من عليه..

خايفة اقف قدام المرايا البس عشان اخرج معرفنيش.. معرفش وشى ولا جسمى و اللى شايفاه مايعجبنيش..

خايفة السبب اللى حابسنى يروح.. وافضل برضه محبوسة جوة ذكراه ، واكمل باقى العمر قاعدة على نفس الكرسى حداد عليه وعلى ايامى اللى راحت معاه..

خايفة وقت ما يجيى الوقت لكل حاجة مكانش ليها وقت اكون انا برة الزمن.. وتكون الرغبة لكل حاجة مع الصحة والقدرة راحوا.. فى مشوار بعيد وينسوا يرجعوا تانى

بجد.. خايفة من وحدتى وعلى وحدتى.. خايفة من زهقى وعلى زهقى .. وعارفة وشايفة اليوم اللى هقول ياريت امى كانت فضلت وفضلت انا جنبها واللاب على حجرى ، زهقانة وبافرُك وبقول مش كان زمانى خارجة مع اصحابى و قاعدة فى النادى ولا باعمل شوبينج
طب هو ينفع اخزّن امنياتى ورغباتى واشيلها فى الفريزر والفّها بعناية عشان لما اسلم الامانة ، اطلعها واستطعمها وهى طازة زى الفاكهة الصابحة..
اسوأ حاجة انك متبقاش متفاجىء باللى هيحصل.. المفاجآت بتشيل كتير من ردود افعالك المتوقعة ، انا مش هاتفاجىء لما اتعصر من الألم على فراقها واندم وابقى عايزة اقطع عروقى قهرة انى يوم اتمنيتها تفارقنا حتى لو عشان ترتاح..
ومش هاتفاجىء لما ازهد فى كل حاجة روحى هتطلع عليها دلوقتى.. وسامعة صوت الناس وهى بتقولى :
"يعنى كنتى بتقولى بس لما اسلم الامانة وانا هاخرج معاكوا واروح وآجى ومش هاقعد فى البيت "
مش هاتصدم لو لقيت كل حاجة بتوجعنى فجأة وكل قدرتى المحدودة اصلا وكنت باشيلها وباخدمها بيها قلّت وضعفت
مش مستغربة انى لو جربت ارجع لشغلى اللى دلوقتى نفسى ارجعه تانى.. مقدرش عليه ولو كملت اسبوع ذرا للرماد فى العيون يبقى كتر خيرك يارب
ويفضل هو هو نفس الكرسى ونفس اللاب ونفس الحبسة ونفس الحسرة بس المرة دى وانا قادرة وماليش اى عذر مش عاجزة
ورامية عجزى على اللى اعجز منى..

اكتر حاجة بجد مخوفانى... ان كل اللى خايفة منه يحصل دة ... يحصل !!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق