الخميس، 1 مايو 2014


الصــــدق..لحظــــة

بعد سنين من الكذب على نفسك يوميا.. ماذا تحب ان تكتشف فى لحظة صدق؟
 او لنكون اكثر واقعية ، ماذا تخاف ان تكتشفه فى هذة اللحظة ،  بل وقد تتمنى قتل تلك اللحظة فى مقابل ان لا يقتلك الاكتشاف حسرة وندم..؟؟

 هناك من يكذب على نفسه طيلة عمره مدعيا انه من افضل الناس واطيبهم وان طيبته تلك كانت السلاح الذى استخدمه الجميع فى الفتك به وبنقاء روحه واضطروه للتعامل معهم بنفس الاسلوب حتى يحصن نفسه من طعنات خناجرهم..
هذا الشخص لو نظر فى المرآة وواجه لحظة صدق قد يكتشف انه هو البادىء دائما بجرح الاخرين - سواء قاصدا او غافلا - وايلامهم وما كان منهم الا محاولة رد هذة الجراح له .. سيكتشف انه ليس هذا البرىء المظلوم وكل ما فى الامر انها ساحة للقتال يبدأ بسلاحه ويردون هم او العكس ، لايهم ، لكنه ليس هذا الشخص الذى يصدق انه موجود.

هناك من تظن انها تعيسة وتلعن حظها وقدرها وتكذب عليهما كل ليلة متهمة اياهم بانهم خذلوها ومنحوها ما لاتستحقه ، فى حين ان غيرها ممن هم اقل جمالا و وضعا ودلالا كبشوا من الحظ وفرص القدر السعيدة ما لايستحقونه وتستحقه هى بل وتستحق اضعافه..فهى الاجمل والاروع ولديها من المقومات مايجعل الحظ يركع على قدميه مقبلا يدها متمنيا رضائها.
ماذا لو هاجمتها لحظة الصدق وصرخت فى وجهها قائلة ، وانتِ ماذا فعلتى بهذا الجمال و هذة الروعة ؟ اكتفيتى بهم ولم تفكرى يوما بإن الاخرين قد ينظرون لما هو ابعد من ذلك فلا يجدوا شيئا سوى فراغ اصمّ ، حيث لا عقل ولا حوار ولا كلمات تأسر بعد زوال واعتياد لحظة الجمال والروعة .. لسان لايترك اثرا ولا تأثيرا ، وروحا لاتقل سخفا عن الابتسامة الصفراء ، وجدل لا يفضى الى ارتياح بقدر مايؤكد حقيقة الغرور

اما اصعب الاكاذيب فهى تلك الاحاديث المتناثرة هنا وهناك عن السعادة ، وإدعائنا الفيلسوفى اننا نعرف ماهى السعادة و كيف نكون سعداء ولكن لسوء الحظ مقومات السعادة قد تكون غير متوفرة لدينا حاليا و كأن رقم هاتف مصنع السعادة مشغول دائما  ، فهناك من يقول انها فى مال وفير او انثى فاتنة عاشقة او رجل حنون و اطفال رائعين..او ربما رحلة الى جزر المالديف ومشاهدة قرص الشمس وهو يغيب فى ماء المحيط

ماذا لو قررت ان تكون كذبتى هى اننى اعتبر نفسى سعيدة!! كلام فى سرّك عزيزى القارىء انا لا اعرف اساسا ماهى السعادة.. ولم افعل شىء يقنعنى بإننى وصلت للسعادة او حتى اختبرتها..كل ما فى الامر انه طالما لم تنتهى المواقف والاحداث بمأساة او حزن فهى سعادة.. وطالما الصعوبات كانت فى حدود التصرف ولم تخرج عن المألوف او المتحمل فالامر تمام ! ماذا لو هاجمتنى اشياء لا استطيع ترويضها ، ماذا لو جلست الى نفسى وسألتها ماذا يسعدك ، انتِ ، ذاتك كشخص ؟!
وانت يا قارىء هذة السطور متى يهتز كيانك طربا للحظة سعادة وماهى الاسباب..اولادك ؟ زوجك ، زوجتك؟ نجاح فى العمل ؟ طب يمكن اغنية..فسحة.. ملابس جديدة؟
  كارثة..انا لا اعرف ما الذى يسعدنى حقا ، ومن منا يعرف يقينا..!
 من يستطيع ان يضفى على لحظتى شىء يشبه حتى السعادة
لاتقنعنى تلك الاجابات عن وسائل السعادة البسيطة ، كمشاهدة فيلم يسعدك او قطعة موسيقى و قراءة كتاب او الجلوس مع بعض الاشخاص..الخ ، ماهى السعادة بالنسبة لى؟
كذبتى اننى سعيدة ، اما لحظة الصدق فانا لا اقوى عليها لانى غير مستعدة للاجابة ليس لاننى ضعيفة ولكن لاننى لا اعرف..بكل ما يعنيه الجهل بالمعرفة ، وهذة كارثة .. انا لا اريد ان اموت دون ان اعرف حتى ماهى السعادة.. مش كمان اجربها !

وانت ماذا تحب ان تكتشف فى لحظة الصدق؟ ربما تكتشف انك لاتريد هذة اللحظة اصلا وكفى بها كذبة مريحة !